الشعور بالندم
الشعور بالندم ...
هل سبق لك أن شعرت بشعور الندم لأنك لم تتمكن من المشاركة في تلك اللحظة من الحياة مع أحبائك، وبعد ذلك عندما يمر الوقت وتقرر أن تشارك، قد يكون الوقت متأخراً. ثم تقضي سنوات نادماً... لأن ما ذهب قد ذهب... أو حتى فكرة الندم على عدم المشاركة ستبقى عالقة في ذهنك ومحفورة في قلبك!
هل سبق لك أن اتخذت قرارا وندمت عليه لأنك اتخذته في موقف كنت فيه مستاء من شخص ما وقررت إنهاء أو حتى التخلي عن هذا الشخص؟ كما نعلم جميعا، لا تتخذ قرارا أبدا عندما تشعر بألم والغضب أو حتى الضغينة، بل انتظر وقتا أطول لإتخاذ قرار لأن القرارات بمجرد اتخاذها هي النهاية إذا اتخذت في حالة غضب لأن الغضب يمكن أن يجعلك تقول أشياء أو تتخذ قرارات من شأنها أن تضعك أنت والآخرين في موقف سيء ومحبط وحزين وفي موقف بائس...
هل سبق لك أن قلت شيئا لشخص ما يؤذيه ، وبسبب غرورك ، لن تقول حتى كلمة انا آسف ... لماذا نضع أنفسنا في المرحلة التي نجلس فيها ونأسف لذلك، ثم بمرور الوقت، ينتهي بنا الأمر إلى التفكير في الماضي، الذي فات الأوان للتغيير أي موقف سابق في حياتك...
هل سبق لك أن مررت بموقف قررت فيه السفر وترك كل شيء خلفك لأنه في لحظة واحدة من الزمن، شعرت بالألم , وعندما غادرت ومر الوقت أو حتى أيام أدركت أنك نادم على القرار الذي اتخذته، ثم تصبح مكتئبا لأنك لا تستطيع العودة وإصلاح الأشياء والشعور بالندم على المغادرة، لأنه بمجرد أن تفعل شيئا دون تفكير بسبب استيائك ، فإنك تقضي سنوات بعد ذلك في الاكتئاب بسبب قرار غبي او قرار سلبي، الذي يؤدي إلى تغيير كامل في الحياة إلى الأسوأ...
مع تقدمنا في السن ، عاما بعد عام ، يؤثر الشعور بالندم على حياتنا ، وبمجرد أن يؤثر على حياتنا ، نقضي حياتنا المستمرة في التوتر والاكتئاب والشاوم وغير ذلك الكثير، الذي يمكن أن يجعل عقل شخص ما مشلولا وحتى حياة بعضنا البعض يمكن أن تكون مثل شخص ميت ولكن لا يزال على قيد الحياة...
مثلا في وقت من الأوقات في حياتك تعطي فيها كل ما لديك لشخص من دون تفكير، يعاملك بطريقة ليس كما كنت تتوقعه ، مثل الإهمال ، والمعاملة غير المرغوب فيها ، وحتى من خلال التعامل في طريقة وقحة جدا، وتجعلك تشعر وكأنك ولا شيء بالنسبة للشخص الآخر... الموقف البائس الذي مررت به يضعك في موقف صعب عندما تشعر في الندم بعد فوات الاوان، لأنك لم تتخذ القرار الصحيح في البداية وبدلا من ذلك الشعور بالألم في قلبك الذي سيضعك نادماً ومحبطاً وحزيناً وتكون في موقف بائس عندما تفقد نفسك وحياتك كلها ... حتى تصبح مريضا عقليا او مكتئبا من كل حزنك الذي تراكم مع الوقت، وتشعر أنك غير قابل للإصلاح شئ ما... قد تشك حتى بنفسك في أنك لا شئ بالنسبة لأحد...
أعطانا الله عقولا للتفكير ولكن هل نستخدمها كما يفترض بنا، لكن ليس في جميع الأوقات... يمكن للقلب دائما أن يفسد عقولنا والعكس صحيح. لذا استخدم عقلك بحكمة أفضل من الندم لاحقاً. صدقوني أن الندم مرض قاتل لا يمكن إصلاحه وكما نعلم جميعاً لا يمكننا العودة إلى الوراء لتغيير الضرر الذي جلبناه على أنفسنا...
ماريا كلود عيسى
تعلمي خصلتان يا ماريا التقبل و التسامح
ردحذف