أهميّة الصلاة الربانية في حياتنا
هل من الضروري أن نصلي الابانا في كل لقاء روحي أو احتفال بالقداس ؟
الأب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان
تقدم احد التلاميذ من يسوع وقال له يامعلم علمنا أن نصلي فا أجاب يسوع قائلا متى صليتم فقولوا هكذا :
أبانا الذي في السموات مت 9:6-13و لو 2:11-4. أبانا الذي في السموات ، ليتقدس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين الينا. ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير".
إذا هذه الصلاة مهمة جدا وضرورية لبناء حياتنا الروحية في علاقة ابوية مع الآب السماوي وليست هي صلاة سحرية أو صفه تخلصني من شر معين.
إنما هي صلاة فيها اكتشف كل تعاليم الكتاب المقدس المتمحورة حول ابوة الله للإنسان واهتمامه وعنايته ورعايته فالرب لي راعي فلا يعوزني شي وهو يهتم بي ويرعاني ويعتني بكل اموري.
إن الله ينظر إلى قلبنا الذي يصلي أكثر مما يسمع منا كلام كثير "لا تكثروا في الكلام مثل الفريسين فإنهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم
مت 6:6 "وأما أنت فمتي صليت فادخل الي مخدعك وأغلق بابك، وصل الي أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية". بل يجب علينا أن نسكب قلوبنا أمام الله (في 6:4-7).
الصلاة الربانية، التى علمنا اياها يسوع هي أفضل مثال واسلوب يجب الاحتذاء به. فهى تعطينا "المقادير" التي تكون عليها صلاتنا. فعندما نقول أبانا الذي في السموات" نعرف جيدا لمن نوجه صلاتنا، أي الله الآب. "ليتقدس اسمك" يعلمنا أن نعبد الله ونسبحه. "ليأتي ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض" يذكرنا بأن نطلب مشيئة الله لحياتنا وللعالم وليس رغباتنا الشخصية. ويشجعنا علي أن نطلب من الله ما نحتاجه "خبزنا كفافنا أعطنا اليوم". "وأغر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين الينا" يذكرنا بالأعتراف بخطايانا لله وأن نبتعد عنها – وأيضاً تذكر أن نغفر للآخرين كما غفر الله لنا خطايانا. وختام الصلاة هي أن "ولا تدخلنا في تجربة بل نجنا من الشرير" هي طلب المساعدة من الله للتغلب علي الخطيئة وطلب حمايته من هجمات العدو الشرير.
إذا فالصلاة الربانية ليست صلاة نحفظها ونرددها لله. بل هي مثال من خلاله نتعلم كيف نصلي. هل هناك أي خطأ ان قمنا بحفظ الصلاة؟ كلا بالطبع. وخاصة ان كان هذا هو سؤل قلبك وان كنت تعني كل كلمة تقولها. وتذكر أن الله يهتم بالشركة معنا و معرفة قلوبنا أكثر من الكلمات التي نستخدمها. فيليبي 6:4-7 يعلن، "لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدي الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وافكاركم في المسيح يسوع".
تعليقات
إرسال تعليق