كُن فَرِحاً لا مُكتَئِباً
كُن فَرِحاً لا مُكتَئِباً
كثير من الناس ومن خبرتي الشخصية، اقول يمرون بكثير من الأحيان بحالة نفسية سيئة نتيجة الأحداث المتتالية التي تمر في حياتهم ولا سيما الأحداث اليومية وما تحمله من مآسي وكوراث وذكريات آليمة من الماضي الذي يُعد بالنسبة لهم فترة تعيسة في حياتهم، وهذه الحالة تدفع بهم إلى الوقوع فيما يسمى الاكتئاب. وهذا الشعور يجعلهم يشعرون وكأنهم في سجن مُظلم لا بصيص نورٍ فيه.
ما أصعب الشعور بالسجن والوجود خلف جدرانه وأمام بوابته الحرس، هذا يعني فرض قيود مشددة على الشخص يجعله غير قادر على فعل أي شيء.
وأنت عالق بين هكذا عندما يقع الشخص فريسة الإكتئاب تصبح حالته معقدة وكأنها مسجونة، فالحالة العقلية للشخص المكتئب تشبه وضعه في السجن ، حيث يتذكر الماضي فقط لأن السجين في هذه المرحلة تفرض عليه قيود السجن التي غالبا وفي معظم الأحيان تكون تأدبيية نتيجة خطأ ما ارتكبه او جريمة فعلها، فيصبح الشخص مشلول التفكير في المستقبل وربما تنعدم لديه كل خطة للغد ، انه فقط يفكر في الماضي ومساؤئه كشريط سينما يمر في رأسه بكل تواصل غير منقطع. تتوقف الأفكار أحيانا أثناء النوم وتستمر أحيانا في أحلامك أو كوابيسك.
تخيل معي عزيزي القارئ أنك تستيقظ يوميا ويستمر الفيلم في رأسك في تذكيرك بالماضي والأفكار السلبية التي تحيط بنا، مع الشعور بالإحباط والكلمات التي ميزت قلوبنا مثل ندبة دائمة تذكرك يوميا بألم الماضي. التخطيط بأنك تريد تحقيق أهدافك اليومية ولكن من جرعاتك اليومية تذكرنا بالإحباط الذي تحصل عليه من الأشخاص المحيطين بنا الذين يضعونك في وضع تريده فقط للنوم حتى تتمكن من قضاء الوقت...
يقولون إن معظم الناس في تلك الأيام مروا بمرحلة من الإكتئاب ، وبعضهم تغلب عليها والبعض الآخر لا يزال في تلك المرحلة. أعتقد أن أي نوع من الأمراض العقلية لديه مخرج ولكن أن تكون قادرا على الخروج منه ، مثل الخروج بكفالة من السجن ، هو التغلب على أفكارك السابقة والإيمان بالاعتقاد بأن الشخص يمكنه تغذية أدمغته بأفكار جديدة صحية يمكن أن تجعل العقل والجسد والروح أقوى. يمكن للعقل القوي محاربة أي مرض حتى السرطان. يمكن للعقل الضعيف الذي يعاني من الماضي أن يسبب لك أي مرض من الناحية الصحية لأن المرض في الوقت الحاضر يأتي فقط من مرض عقلي ، والاكتئاب ، والإجهاد ، وإلى أخره... وهنا يدخل دور الأسرة والعائلة في الالتفاف حول الشخص المكتئب بتشجيعه وتحفيز على اكتساب أمور جديدة في حياته من اهمها شعوره بأنه شخص مرغوب فيه له مكانته واهميته وسط العائلة وايضا أهمية دوره في المجتمع المحيط به.
وحتى أن الشخص التعيس في القلب نتيجة تجربة حب فاشلة او زواج لم يكتمل هذا مما يسبب له الكثير من الضرر للدماغ...
يدفع به إلى شعوره بأنه مريض عقلي به ضرر في الدماغ ويسبب أيضاً له ضعفاً في جميع أجزاء جسمه ، يؤدي إلى نوع من المرض المزمن او المميت...
بالرغم من اني قلت بأن الماضي وما يحمله قد يكون مؤلم للشخص وله دور سلبي ولكن هنا أذكر ببعض العظماء الذين تغلبوا على ذكريات وجروح الماضي وحاولوا فكرة انسى الماضي الي فكره من ليس له ماضي ليس له تاريخ واضح فقد يلعب الماضي دورا كبيرا في حياة الشخص...
ربما يكون من الصعب جدا إزالة الصور السلبية في العقل ما لم يكن لدى الشخص القوة لمواصلة إضافة المزيد من الإيجابية إلى حياته ومحيطه. ولكن أيضا لا يمكننا التحكم في ما يحدث غدا لذلك سيكون الشخص الضعيف متعبا من التغيير ، لذلك لن يقوم الشخص بأي تغييرات في حياته وقد يستغرق الأمر وقتا طويلا ، ولكن مرحلة مؤقتة بدون مساعدة أي شخص قد تكون مرحلة دائمة...
أعود وأشدد على دور العائلة أو الأصدقاء المقربين في سعيهم المتواصل لمساعدة الشخص المكتئب وهذا يحدث فرقا من خلال الحفاظ على وسط الإيجابي حتى يتمكن عقله من البدء في التقاط صور الإيجابية، وصدقوني عندما أقول إنه يحدث فرقا ، يمكن أن يتغير العقل بسرعة وليس ببطء.
اشجع هؤلاء الأشخاص كل واحد بمفرده على ضرورة قبوله ذاته والصالح مع نفسه.
أولى خطوات المصالحة مع النفس وأهمها وأبزرها هي:
كن رفيقاً بنفسك وصديقاً اميناً لذاتك لان ما تخاف ان تفعله مع نفسك هو أيضاً يجعلك ان تفعل الخير مع غيرك، فالحياة ليست سباقاً أو منافسة .. الحقيقة هى أن تجد في نفسك ان لك قيمة عظيمة كإنسان، و القسوة على نفسك لن تؤدى إلا إلى الانهيار .. عندما تكون ظروفك صعبه لا ترمى باللوم على الاكتئاب؛ فذلك سوف يعود عليك بالمزيد و المزيد من الاكتئاب و اليأس، و تقَبَّل ذاتك ولا ترفضها، كُن ملصاً في حُبك للاخرين وخصوصاً مَن تشعر فيهم بانهم لا يحبونك، فالحب هو الدواء الحقيقي والعلاج الفعال من الاكتئاب واي مرض نفسي اخر او حتى جسدي...
الحب يمنحك القوة ، الثقة ، الشجاعة والفرح في القلب. كُن فرِحاً تجد قلبك ينبض بالحياة...
تفائلوا بالخير تجدوه...
ماريا كلود عيسى.
تعليقات
إرسال تعليق