أنا تلميذ في مدرسة القديس انطونيوس
أنا تلميذ في مدرسة القديس انطونيوس
الاب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان
في تأملنا اليوم نتقدم منكم بأجمل التهاني لمناسبة الاحتفال بعيد القديس انطونيوس ابو الرهبان العظيم في القديسين ونتوجه بالتهاني لكل من يحملون هذا الاسم المبارك والذي يعني حسب بعض المصادر أنه " عوض " نظراً لما عوض الله عليه بأضعاف اصعاف ما قدمه وتركه من أجل أن يربح المسيح ألم يقل المسيح من أراد أن يبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني ؟ أو من يترك أباً أو أُماً أخاً أو أختاً يستحق أن يكون لى تلميذاً ؟ فماذا ينفع لو ربح الانسان العالم كله وخسر نفسه ؟ فمن وضع نفسه إرتفع. إنها لمناسبة سعيدة أن نتقدم من صاحب الغبطة ابينا البطريرك الكاردينال انطونيوس نجيب وابينا المطران انطونيوس عزيز مطران الجيزة للاقباط الكاثوليك وكل الاباء الكهنة الذي اتخذوا من القديس انطونيوس شفيعاً لهم وحملوا اسمهم كل واحد باسمه كي لا أنسى أحد وهناك الكثير من أباء الكنيسة القبطية الكاثوليكية وراهباتها ومؤسساتها وكنائسها تحمل اسم القديس انطونيوس ابو الرهبان . جعله الله عيداً مباركاً على الجميع في مصر وفي كل مكان. في مثل هذا اليوم من كل عام نحتفل بعيد القديس ابو الرهبان وكوكب البرية، أنطونيوس الكبير الذي اتخذت كنسيتنا اسمه ليكون شفيعها على غرار الرعايا والكنائس التى اتخذت من اسماء القديس منهج حياة وطريق تشفع فالكنيسة المقدسة اينما كانت اولت الاهمية الخاصة والمكانة البارزة للقديسين الذين عطروها بسيرة حياتهم الطاهرة سواء كانو في حياة النسك والزهد أو من قدموا نفوسهم ذبيحة كالشهداء الذي روا الارض بدمهم الذكي أو من كرسوا حياتهم للخدمة والصلاة والعطاء كخوري آرس (جان فيانية) ومنصور دي بول الذي عُرف بابو الفقراء والأم تريزا دي كالكوتا فنحن ابناء الكنيسة نحب القديسين محبة كبيرة،ونقدرهم ونطلب شفاعتهم فهم كملائكة الله يشملون بطيفهم اخوتهم على الارض . من منا طلب شيئاً ما من القديس شربل أو نعمة الله أو القديسة ريتا أو تريزيا الطفل يسوع او انطونيوس الكبير او النبي ايليا او القديس جرجس ورد خائباً . أنظروا اليوم الى المعجزات التى يجريها الله على ايديهم. اليوم اخي المؤمن واحتى المؤمنه مدعوين ان تنظروا الى هؤلاء وتطلبوا شفاعتهم وتكرموهم لأنهم هم سبقونا الى المجد يقولنا بولس الرسول أنظروا الى نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم الذي من أجله تركوا العالم الزائل بشهواته واهوائه وإن كانوا تركوا العالم فالعالم لم يتركهم ولم ينساهم فهم رجال الله موجودون امامنا بالرغم من فارق الزمن والمكان لكننا نقابلهم وقلبنا مليٌ بالحب لهم ويربطنا بهم المشاعر العميقة مشاعر الابوّة الروحية والوفاء ليؤكدوا لنا ان الهنا هو إلهٌ أحياء وليس إله اموات. نحن في المدرسة نتعلم ونتدرج في التعليم وسنوات الدراسة وكلما نكبر يكبر معنا المنهج الصحصح للحصول على العلم الكافي وتحقيق الاهداف المرجوة والتطلعات والاماني والطموح نحو مستقبل أفضل لذا لانكتفي فقط بما نحصله في المدراس ولكننا نتقوي بمتابعة الدروس في المنزل بعمل الواجبات المطلوبة أو بواسطة المدارس التعضيدية وهكذا كما في حياتنا العادية باسلوب التحصيل العلمي والفكري والثقافي نعمل كي يحصل كلٌ منا على ما يتمناها هكذا في حياتنا الروحية كلنا لنا هدف واحد رسمه الله لجميعنا وهو أن تكون لنا الحياة وتكون بشكلٍ افضل وللوصول الى تحقيق هذا الهدف علينا كبار وصغار أن ندخل معاً مدرسة القديسين ونتعلم منهم ولا سيما مدرسة القديس انطونيوس الذي بمجرد قرأة سيرة حياته نتعلم : 1-السير في درب الرب بتأني وهدوء : حتى يشبع قلبنا بحضوره في حياتنا فلا ينتابنا الضجر والملل بل تكون لنا العشرة معه عشرةٌ تملاء قلبنا وكياننا وفكرنا وحياتنا وعندها نستطيع القول " انت يارب وليس اخر سواك" معك وبك وفيك نجد كل شيء. نجد الهدوء والمعرفة الأمان والأستقرار، الخير والبركات " لأن فيه كل كنوز المعرفة"فبدون شك مدعوين كمؤمنيين الى نزع انساننا العتيق ونلبس إنساننا الجديد وهو يسوع" الذي يسكن فينا بالروح القدس 2- السير نحو درب القداسة بالجهاد الروحي: في عيش حياة الجهاد نقول للرب بأننا مستعدون أن نقدم ذاتنا ونبذلها من اجل عيش حياة فنحن قد دعينا من فم المسيح بأن قديسشين ونكون كاملين. وهو الذي دعانا كآرميا النبي قبل أن يُحبل بنا في البطن" قبلما صورتك فى البطن عرفتك. وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيا للشعوب"(أر 1: 5 أو كيوحنا المعمدان الذي امتلأ من الروح القدس وارتكض فرحاً وسروراً وبهجةً في بطن أُمه 3- الاستفادة من التجارب لانها السبيل الى الجهاد والانتصار: قد حاول الشيطان أن يغدر بالقديس انطونيوس بواسطة المال والغنى كي يرده عن طريق الرب ولكنه حارب جاهد واحرز النصر بالرغم من الوسائل التي استخدمها معه الشيطان اولاً بتشكييه بأنه يسير في طريق وعر لايوجد فيه سوى الفقر والعوز وهو الذي يملك المال الكثير وقد صور له الشيطان كيفية الاستفادة من المال في عمل الخير والتصدق به ولكن انطونيوس لم يرضخ ولم يشك ولم يصدق كلام ابليس بل صلى تأمل خدم وعاش واطمئن على اخته القديس انطونيوس الكبير: هو النموذج الرائع في حياة الرهبان والنسال والكهنة والراهبات والمؤمنيين قد حمل في ذاته وكيانه مكنونات الجواب على الدعوة الالهية بتلبية كلمات الرب في انجيله المقدس إن أردت أن تكون كاملاً "ان شئت ان تكون كاملاً، اذهب وبع كل ما تملك، واعطه للفقراء، وتعال اتبعني" ( متى19: 21).وعن هذا يقول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في تعليقه على انجيل الاحد الثاني بعد عيد الدنح " الغطاس" ففعل، وترك كل شيء بحريّة واعية وارادة تامة وانطلق الى الصحراء متوخياً عيش المحبة الكاملة. المسيح يدعو بصوت داخلي من خلال كلام الانجيل وتعليم الكنيسة.ويتابع البطريرك عضده الله وجعله " كوكب البريّة" وقدوة للرهبان وأباً ومعلماً ومرشداً. فسار على خطاه حتى يومنا الالوف من الذين مشوا على خطى المسيح بالفقر والعفة والطاعة. وتمم الله وعده لانطونيوس، بشهادة القديس اثناسيوس الاسكندري (+373): " اقول لك يا انطونيوس ان ذكرك لا يُمحى من البريّة الى الابد. بل يتجدد يوماً بعد يوم". افتقر انطونيوس من كل شيء واغتنى بالله، فأغنى الكنيسة والعالم بقيم الروح. حرر قلبه بالعفة ليضطرم بالمحبة نحو الله والناس اجمعين، ويندفع بكل قواه للخدمة الالهية واعمال الرسالة. كرّس كامل ارادته لله بالطاعة مقدماً له ذاته ذبيحة، وموجّهاً كل ذاته لخدمة الجميع بالبذل والتفاني، على مثال الرب يسوع. في عالم السعي الى المادّية والاستهلاكية والراحة الذاتية، يوجّه لنا القديس انطونيوس هذا النداء: " لنُخمد فينا كل شوق الى امتلاك حطام الدنيا في هذا العالم. لانه اية منفعة من الحصول على اشياء سنتركها ساعة الموت؟ بل يجب علينا ان نحصّل ما يبقى لنا بعد الموت: الفطنة والعدالة والقناعة والمحبة وحب الفقراء، ومعرفة الحقائق المقدسة والايمان بالمسيح ووداعة القلب والضيافة. متى امتلكنا هذه الفضائل نستحق مقرّ الطوباويين" (من كتابات القديس اثناسيوس الاسكندري).
تعليقات
إرسال تعليق