نحن واحد في المسيح



نحن واحد في المسيح:

كوننا  معمدين فقد لبسنا المسيح. وهو قد صار واحد منا، ونحن صرنا رائحته الزكية والطيبة. لذا علينا ان نتصرف كما يجب ويليق. وأن يكون لنا من الاخلاق فيما هو للمسيح لأن الذين هم حسب الجسد فللجسد يهتمون ولكن الذين حسب الروح فللروح يفعلون" (رو 8: 5).  مولود الجسد هو للجسد اما مولود الروح فهو للروح. 
أنا وأنت اخي الحبيب نتقدم لنتاول جسد المسيح فمن واجبنا أن نتحد معه ونتعلم منه الأعمال الصالحة. بيقول احد القديسين " إمزج في جسدي رائحة الحياة التى لجسدك القدوس"

احيانا كثيرة نحن نقع تحت وطأة الاحداث والظروف ونفوسنا تنجذب الى مشتهيات ومقتنيات ، وفي ذات الوقت نتأثر كثيرا بما نتعلمه في الكنيسة وروحنا تشتاق الى الوجود الكامل في حضرة الرب " فما احلى الجلوس في مساكنك يارب الجنود " وأتيت الى مذبحك يارب وسجدت امام هيكلك . والحقيقة أنا وأنت في صراع ومجابهات بين ما يتطلبه الجسد من امور عالمية ومادية زائلة وبين ما يجب أن نعيشه حسب الروح " فالروح يشتهي ضد الجسد والجسد ضد الروح" لكن السؤال هنا هل أبقى في هذا الصراع، ومتى يهدأ عندي وخصوصاً نرى في هذه الأيام تقدم هائل في امور الجسد من مشتهات ومقتنيات وتقنيات تدفعنا للسقوط في الخطيئة والانجرار وراء العالم المادي.
دعونا اخوتي اليوم نرفع صلاتنا بالقلب والروح "لأن العابدون الحقيقون والساجدون فللرب يسجدون بالروح والحق مجردين من كل تعلق أرضي مشدودن الى التعلق بالإمور السماوية . نصلي ونطلب معونه الروح القدس وقوة الرب ونقول له " يارب أنا محتاج لقوتك وعملك فيّ. لأجل الانتصار على هذا الصراع المرير. حول يارب بفضل نعمتك فيّ اليوم قلبي وجسدي ليكونا مسكناً لروحك القدوس. إن رجائي اليوم يارب في جسدك المحيى ودمك الكريم ليمتزج بجسدي فيصير روحانيا يستخدم العالم للوصول إليك ولا ينهمك في الشهوات الزائلة.
الأب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نقاوة القلب وعدم السير في طريق الشر

مَن هم الأربعة الحيوانات غير المتجسدين

تعرفوا على أسماء العذراء في العهد الجديد